الأربعاء، 17 أغسطس 2022
انحسار نهر الفرات يكشف عن مقابر أثرية في سوريا
أصبح حديث انحسار مناسيب المياه في أنهر أوروبا يطغى على عناوين الأخبار، في دليل على الآثار السلبية التي تتركها ظاهرة التغير المناخي، لكن بعيدا عن أوروبا وفي قلب المشرق العربي، تراجع منسوب نهر الفرات بشكل حاد كاشفا عن مقابر أثرية.
وتداولت وسائل إعلام محلية ورواد مواقع التواصل في سوريا مقاطع مصورة، لما يقال إنها مقابر أثرية كانت مغمورة تحت مياه نهر الفرات، وظهرت مع انخفاض منسوبه الحاد في إحدى مناطق ريف محافظة الرقة.
ويظهر في المقاطع شاب يقف فوق سلاسل من الصخور الضخمة المتصلة، والتي تضم تجاويفها كما يشرح خلال حديثه مقابر أثرية، مشيرا إلى أن المياه انخفض منسوبها بنحو 7 أمتار.
ويرى خبراء أن مثل هذه الاكتشافات الأثرية بفعل تراجع مناسيب الأنهار، هي ربما بمنزلة"الحسنة الوحيدة" لأزمات الجفاف وشح المياه التي تعصف بالعالم، نتيجة التغير المناخي، لكنها لا تغطي على فداحة التبعات الخطيرة لاضمحلال الأنهار وتراجع مناسيبها لحد الجفاف شبه التام.
ويقول الأكاديمي والخبير البيئي، رمضان حمزة: "الانحسار الكبير للمياه في نهر الفرات يكشف بطبيعة الحال العديد من آثار الحضارات المقيمة على ضفاف هذا النهر في العراق و سوريا، وسيكشف المزيد من هذه الآثار تباعا طالما أن مناسيب النهر في انخفاض متواصل".
ويضيف حمزة: "يعد وادي الرافدين والهلال الخصيب من المناطق الغنية بالآثار، ويمكن إرجاع تاريخها لأقدم الأزمنة ولأكثر من 5 آلاف سنة قبل الميلاد، وهذا الاكتشاف يظهر حقيقة أن إحدى الطرق المعتمدة في الحضارات القديمة السائدة هناك لدفن الأموات والممتلكات وحمايتها من التلف أو السرقة كانت عبر حفر مقابر ومخابئ بالقرب من ضفاف الأنهار".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق