تكتسب التنمية الزراعية أهميتها من أهمية وحيوية القطاع الزراعي الذي تعمل فيه. ذلك القطاع الذي يعد حقل الانتاج الأول والمصدر الأساسي للتراكم الرأسمالي وتحرير القوى العاملة الضرورية لتنمية القطاعات الاقتصادية الأخرى. وهو بالوقت نفسه المصدر الأساسي لمد الصناعات الوطنية في سوريا بما يحتاج إليه من المواد الخام الأولية خصوصا الصناعات التحويلية، كما انه يعتبر سوقا كبيرة لتصريف منتجاتها. لذا تعد التنمية الزراعية المقدمة الضرورية لتحقيق التنمية الشاملة.
لقد انطلق البحث من إشكالية مفادها إن محافظة الحسكة منطقة غنية بإمكاناتها ومواردها وقد تحولت إلى منطقة مستوردة للغذاء لسد حاجاتها من السلع الضرورية. ولم تعد قادرة على سد متطلبات الصناعة المحلية من المواد الخام الاولية. لذا جاءت فرضية البحث لتؤكد على ضرورة تبني المفاهيم المعاصرة للإصلاح الزراعي. وإعادة بناء العلاقات الإنتاجية واستخدام التقنيات المعاصرة لتحقيق التنمية الزراعية المنشودة.
بناء على ما تقدم جاءت هيكلية البحث مكونة من ثلاثة مباحث أساسية وهي التنمية الزراعية(مدخل نظري). ومن ثم الواقع والتحديات التي تواجه التنمية في القطاع الزراعي. واخيراً الآفاق المستقبلية لخيار التنمية الزراعية المستدامة.
تعد محافظة الحسكة من المناطق المهمة التي تتصف بامتلاكها العديد من الإمكانات التي يمكن أن تساهم في تحقيق قدر كبير من الإنتاج الزراعي، إذا ما استغلت بالطرق العلمية الصحيحة، إذ يعتمد الأساس الاقتصادي لمنطقة الدراسة بشكل كبير على القطاع الزراعي في سوريا.
فضلاً عن كونها الظهير الزراعي لسكان المحافظات السورية الاخرى، نظراً لسعة المساحة الصالحة للزراعة والبالغة (1256120) هكتاراً، وتتميز منطقة الدراسة بتنوع المقومات الطبيعية والبشرية التي بالإمكان استثمارها وتسخيرها في مجال تنمية القطاع الزراعي التي من خلالها تفتح مجالات واسعة لخطط التنمية الاقتصادية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق