دفعت الحالة السورية الاستثنائية، منذ ربيع 2011، إلى طرح السوريين، ومن بينهم الفنانون، أسئلةً جذرية حول معاني الهوية والانتماء والعمل الفني. أتت هذه الأسئلة مرفقة بسيرة الفنان الشخصية وصلته الحياتية الإبداعية بالشأن العام، أو ضعف هذه الصلة، في ظل قسوة حاضرٍ سريع التحول، وتدميرٍ طاول المكان والذاكرة ومزق المجتمع.
رأى البعضُ التحولَ الثقافي علامة لازدهارٍ فني، رغم ظهور نقاشات ناقدة عن هذا التوجه في حينه، كما ورد في متابعة لرنا زيد بصحيفة الحياة: "المركز الثقافي الفرنسي بدمشق، خاطب نهاية عام 2010 الجمهور السوري بمحاضرة ذات عنوان رنّان "الفن العربيّ المعاصر في زمن العولمة: مخاطر قصة نجاح"، واضعاً نموذجاً له صورة إعلانات طرقية لسبهان آدم، ولم يأت باحث المعهد الفرنسيّ للشرق الأدنى إيف كيخانو بجديد في محاضرته، إنما استقرأ عشوائياً واقع التشكيل..،
وعلى الأخص سجال غاليري أيام ويوسف عبدلكي وصفوان داحول على صفحات جريدة"السفير"،خالصاً إلى القول: "استسلم فنانون لإغواء الأرباح المالية، استقوها من اعترافٍ دوليٍّ أفضل، غير أنّ بعضهم قام بمزيدٍ من التساؤل حول المكانة التي أصبح يحتلّها في الإنتاج التشكيلي نمطٌ جديدٌ من الوسطاء"، كيخانو حكم بسهولة على لا هوية الفن السوري، وختم بأن الفن السوري يلحق الموضة العالمية.
على العكس من أجواء تبادل الاتهامات والجدل النقدي (علم جمال العبيد)، كانت هناك رؤية أخرى متفائلة ومتسائلة في آن: "أوائل عام 2000، شهدت سوريا نمواً فنياً كبيراً. افتتاح صالات جديدة وإطلاق فعاليات عديدة بالشراكة مع منظمات في الخارج، وتزايد ظهور فضاءات فنية مثل Le Pont Gallery في حلب وغيرها، والتي واصلت جذب فنانين عالميين.
هذه العوامل، مع دفعة من صعود سوق الفن في الخليج، غيرّت كيفية تلقي الفن وتوزيعه في سوريا"، كما تشير القيّمة الفنيّة ميمنة فرحات في تقديمها لـ SYRIA'S APEX GENERATION (2014) ، حيث سلطت الضوء على تجارب كل من عبد الكريم مجدل بيك ونهاد الترك، عثمان موسى، مهند عرابي، وقيس سلمان، الذين تشكل تجاربهم الفنية، مع غيرهم، مدخلاً لإلقاء نظرة على تاريخ ثقافي أوسع.
0 Comments: