الأحد، 16 يوليو 2023

كيف يمكن أن نساعد في إعادة الحياة للأنهار والبحيرات بعد الجفاف

الجفاف في العالم
الحر والجفاف الذي شهدته أوروبا هذا الصيف يعد الأشد منذ 500 عاما. إذ أدى إلى انخفاض كبير في منسوب مياه الأنهار الرئيسية، وقد يؤدي التغير المناخي إلى تفاقم ذلك. فكيف يمكن أن تعود الحياة من جديد إلى الأنهار والبحيرات, تسببت موجات الحر الشديدة التي تشهدها أوروبا هذا الصيف في انخفاض منسوب مياه الأنهار والبحيرات إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات. وعلى وقع ذلك، ارتفعت درجات الحرارة في الأنهار الرئيسة في أوروبا مثل الراين والدانوب، وتدني منسوب المياه يشكل تهديدا كبيرا للزراعة والتجارة ومياه الشرب والنظام البيئي.

وقد أفاد المرصد الأوروبي المعني بمراقبة الجفاف بأن قرابة نصف مساحة  القارة الأوروبية باتت في دائرة خطر الجفاف، إذ يعد موسم الجفاف الحالي الأسوأ منذ 500 عاما. ومع الاستمرار في استخدام الوقود الأحفوري فإن انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري ستؤدي إلى تفاقم ظاهرة الاحترار أكثر، فيما يحذر العلماء من أن هذا الأمر سيزيد من ضراوة موجات الحر فضلا عن تكرارها، وسيتعين على البلدان التكيف مع تداعيات ذلك.

لا يؤثر انخفاض مستوى مياه الأنهار سلبا وبشكل مباشر على حياتنا فحسب، وإنما يلحق ضررا بالغا بالأنهار والبحيرات أيضا فضلا عن الكائنات الحية التي تعتمد على الأنهار.وقال خوسيه بابلو موريللو، الخبير في معهد ستوكهولم الدولي للمياه: عندما تنخفض مستويات المياه في الأنهار والبحيرات، فإن مساحات تعايش النباتات والحيوانات تقل خاصة مع تدهور جودة المياه وتضرر النظم البيئية سواء في الأنهار أو بالقرب منها وعلى ضفافها.

وأضاف أن ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض مستويات المياه "قد يفاقمان من مخاطر حدوث تغييرات جذرية في ظروف النظم البيئية للأنهار والبحيرات. ولا يقتصر الضرر على الأنهار فحسب. إذ يمكن أن يمتد الخطر إلى النظم البيئية في المناطق والمجتمعات التي تعيش في مناطق مصب ومنبع الأنهار خاصة وأنها تعتمد على الأنهار في تأمين مياه الشرب والري والصيد, والجدير بالذكر أنه كلما انخفض مستوى مياه الأنهار، كلما أصبحت موطنا للبكتيريا والملوثات الأخرى مما يزيد من خطر تلوث مياه الشرب. ويقول موريللو "عندما تصبح الأنظمة البيئة تحت ضغط كبير لفترات طويلة، فإن فرص التعافي تقل".

ومن شأن ارتفاع درجة حرارة الأنهار أن يؤثر بالسلب على التوازن في النظم البيئة المائية، ويشدد موريللو على أن "مستوى درجة الحرارة يعد ضروريا للنظم البيئية المائية لأن ذلك يؤثر على كيمياء المياه". ويضيف بأنه "مع ارتفاع درجة حرارة المياه فإن الماء سيحتوى على أوكسجين مذاب بنسبة أقل. ومن دون الأوكسجين، يصبح بقاء الكائنات الحية على قيد الحياة مهددا".

ويقول باحثون إن نقص الأوكسجين إلى مستويات خطيرة ساهم في نفوق الأسماك مؤخرا في نهر أودر الفاصل بين ألمانيا وبولندا. حيث شكل انخفاض مستويات المياه منذ عام 2018 مع ارتفاع درجات حرارة المياه إلى حوالي 25 درجة مئوية، خطرا كبيرا على الأسماك, وقال موريللو إن انخفاض مستويات الأوكسجين وزيادة تلوث العناصر الغذائية يؤديان في نهاية المطاف إلى تكاثر طحالب المياه العذبة في عملية يُطلق عليها "التخثث.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق