الاثنين، 17 يوليو 2023

خطط ومشاريع طموحة.. هل بدأت ثورة الطاقة الشمسية في أفريقيا

الطاقة الشمسية

توجد في أفريقيا 60 بالمائة من أفضل مناطق العالم لإقامة مزارع الطاقة الشمسية، لكن حتى الآن توجد فيها فقط واحد بالمائة من المزارع على المستوى العالمي؛ رغم معاناتها من نقص كبير في الكهرباء! لكن هناك خطط ومشاريع طموحة.

عندما تنقطع الكهرباء في سويتو، إحدى ضواحي جوهانسبورغ، لا يحل الظلام فقط، وإنما يصبح الوضع خطيرا أيضا، "إذ يتجول البعض في المنطقة ويمكنهم الدخول إلى فناء البيت أيضا، من دون أن يستطيع المرء رؤيتهم والتعرف عليهم"، تقول نونهلانهلا مورودو (45 عاما)، والتي تسكن مع أمها وثلاثة أطفال. وتضيف "لذلك قمنا بتركيب بعض المصابيح التي تعمل بالطاقة الشمسية لإنارة محيطنا ولنكون آمنين".

الطاقة الشمسية والكهرباء المستخرجة منها نظيفة ومحايدة بيئيا وتكاليفها واضحة، وفي نفس الوقت الحاجة كبيرة وماسة للطاقة الكهربائية في أفريقيا. وفي شمال وجنوب القارة السمراء الظروف والشروط مناسبة تماما لإقامة مزارع الطاقة الشمسية. وحسب بيانات الوكالة الدولية للطاقة "IEA" فإن 60 بالمائة من أفضل المساحات لإقامة مزارع الطاقة الشمسية في العام تقع هناك. ورغم ذلك فإن واحد بالمائة فقط من هذه المزارع تقع في أفريقيا.

لكن الوضع سيتغير قريبا، إذ أن مارك هاورد الخبير في الشركة البريطانية لاستشارات الطاقة "أفريقيا إنرجي"، يتوقع تضاعف إنتاج الكهرباء في أفريقيا من الطاقة الشمسية ثلاث مرات حتى عام 2025 مقارنة بما تنتجه الآن. وحسب معلومات الشركة فإن هناك الآن 1100 موقع نصبت فيه ألواح الطاقة الشمسية والتي تنتج حوالي 7,4 غيغاواط. وللمقارنة فقط، في ألمانيا وحدها بلغ إنتاجها للكهرباء من الطاقة الشمسية حوالي 58 غيغاواط عام 2020. وإنتاج أفريقيا ينبغي أن يصل إلى 23 غيغاواط أو أكثر عام 2024، حيث أن تخطيط وتنفيذ مشاريع الطاقة الشمسية لا تستغرق وقتا طويلا. فهل تقف أفريقيا الآن على أعتاب ثورة الطاقة الشمسية؟

جنوب أفريقيا سوق مزدهرة لألواح الطاقة الشمسية، لأن الموردين التجاريين عليهم تقديم طلب للترخيص من أجل مزرعة للطاقة الشمسية بقدرة 100 ميغاواط على الأقل، وهذه ستكون مزرعة ضخمة". يقول هاورد في حوار صحفي وهنا يتعلق الأمر على سبيل المثال بشركات من قطاع المناجم التي تحتاج لكمية كبيرة من الطاقة الكهربائية ولا تريد الاعتماد على شركة إيسكوم/ Eskom الحكومية المضطربة لتوريد الكهرباء.

فعقود من سوء الإدارة وعدم الصيانة أدت إلى عدم قدرة إيسكوم على تأمين حاجة البلاد من الكهرباء، وفصل مناطق بالتناوب عن شبكة الكهرباء لعدة ساعات، وهو ما يسمى "توزيع الأحمال" في جنوب أفريقيا. وإن نصب ألواح للطاقة الشمسية على سطح المنزل يمكن أن يساعد في الاستغناء عن موردي الكهرباء غير الموثوق بهم، حتى في الليل، "ويمكن أن تتخلص من توزيع الأحمال، حينما تنصب ألواح الطاقة الشمسية وتزودها ببطارية لتخزين الطاقة" تقول ميغان يوستون براون، مديرة منظمة أفريقيا للطاقة المستدامة غير الربحية. فهذه البطارية تخزن الطاقة الكهربائية لاستخدامها خلال فترات قطع التيار الكهربائي أو ما يسمى بتوزيع الأحمال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق